الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لتكثيف جهود إزالة الألغام حول العالم

الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لتكثيف جهود إزالة الألغام حول العالم

جدد الاتحاد الأوروبي دعوته لتكثيف الجهود عبر دول العالم لإزالة الألغام والعبوات الناسفة، التي تُشكل جزءًا من أسوأ عواقب الحروب، للحفاظ على الأرواح وتخفيف العواقب الاجتماعية والاقتصادية لاستخدام الألغام المضادة للأفراد والمتفجرات.

جاء ذلك في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، عبر موقعها الرسمي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام الذي يوافق 4 إبريل من كل عام.

وذكر البيان أن الألغام تشكل جزءًا من أسوأ عواقب الحرب: فهي تلوث الأرض والمياه، ما يجعل عودة السكان المدنيين إلى الحياة الطبيعية أمرًا مستحيلًا في بعض الأحيان. 

وتتسبب المخلفات العسكرية، بما في ذلك الألغام، في وقوع أكبر عدد من الضحايا بين السكان المدنيين، ومن بينهم الأطفال. 

العواقب لها تأثير مدمر على حياتهم، وأيضًا على البيئة والاقتصاد، لذلك، فإن إزالة الألغام تمثل المفتاح لعملية إعادة الإعمار للمضي قدما بأمان.

وأضاف البيان: "بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، يؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد التزامه القوي بالحفاظ على الأرواح وتخفيف العواقب الاجتماعية والاقتصادية لاستخدام الألغام المضادة للأفراد والمتفجرات من مخلفات الحرب، بما في ذلك العبوات الناسفة".

وأكد أن الألغام تمثل مصدر قلق في أوكرانيا، لذلك أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عن برنامج إضافي بقيمة 25 مليون يورو لمساعدة أوكرانيا في جهود إزالة الألغام من الأراضي التي حررتها من أيدي روسيا.

وتابع البيان أن الاتحاد الأوروبي يقدم المساعدة في مختلف مجالات الأعمال المتعلقة بالألغام في جميع أنحاء العالم، من إزالة الألغام إلى مساعدة الضحايا وبناء القدرات وتدمير المخزونات المتبقية.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر مانح في العالم، حيث أسهم بأكثر من 800 مليون يورو في الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام على مدار السنوات الست الماضية، منها 90 مليون يورو في عام 2022 فقط تدعم برامج مختلفة في 20 دولة موبوءة بالألغام، مثل البوسنة والهرسك وأوكرانيا وسوريا ولبنان وليبيا وبوركينا فاسو والصومال وسريلانكا.

وفي هذا اليوم الخاص، يكرم الاتحاد الأوروبي شجاعة وتصميم العاملين في إزالة الألغام في جميع أنحاء العالم ويحيي ذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم من أجل جعل المناطق المتضررة من الألغام آمنة مرة أخرى، بحسب البيان.

اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام

يحيي العالم اليوم الثلاثاء، اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام لتسليط الضوء على ما تشكله مخلفات الحرب غير المنفجرة من تهديد على سلامة السكان.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت بموجب قرارها 97/60 المؤرخ في 8 ديسمبر 2005، يوم 4 إبريل من كل عام رسميا اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، وإزالة العوائق أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي.

ودعت إلى استمرار الجهود التي تبذلها الدول، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المشاركة في الأعمال المتعلقة بالألغام، للقيام، حسب الاقتضاء، بتشجيع بناء قدرات وطنية وتطويرها في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في البلدان التي تشكل فيها الألغام والمخلفات المنفجرة للحرب تهديدا خطيرا على سلامة السكان المدنيين المحليين وصحتهم وأرواحهم، أو عائقا أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي.

وكان عمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام خلال الـ20 سنة الماضية مدفوعا دوما باحتياجات المتضررين، حيث أُعد لمواجهة تهديد مخاطر المنفجرات التي يواجهها المدنيون وحفظة السلام والعاملون في المجال الإنساني.

وتعمل دائرة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام على حماية الأنفس وتسهيل نشر البعثات الأممية وتقديم المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين ودعم جهود العودة الطوعية للمشردين داخليا واللاجئين وتعزيز الأنشطة الإنسانية وأنشطة الإنعاش وبذل جهود دعوية في ما يتصل بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.

وتعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملاً إنسانياً لأنها تنقذ الأنفس، وتضمن تلك الإجراءات إيجاد الألغام الأرضية وأخطار المواد المنفجرة في المناطق التي مزقتها الحروب ومن ثم تدمير تلك الألغام والمواد، ما يمكن في نهاية المطاف من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها.

وتنسق إدارة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أعمال فرق لتطهير الطرق والمدارج من المواد المنفجرة فضلا عن تدريب السكان المحليين على إزالة الألغام والتخلص من المواد المنفجرة، ولذا، فعمل هذه الإدارة الأممية هو عمل أولي حاسم في الجهود الإنسانية التي تبذل في ما بعد.

ألغام في 70 دولة

ويصل عدد الألغام في العالم إلى أكثر من 110 ملايين لغم منتشرة في 70 دولة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، كما يصل مخزون العالم من الألغام لقرابة 250 مليون لغم في 80 دولة، في حين تبلغ تكلفة إزالتها مليارات الدولارات، ورغم ذلك فإن معدلات نشر ألغام جديدة أصبحت تسير بوتيرة أسرع.

وكان تقرير الحملة الدولية لحظر الألغام لعام 2019، كشف خطورة مشكلة الألغام التي تعد من الأسلحة الفتاكة، التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب عقب انتهاء الحرب بعقود طويلة، فهي تحول دون تطوير المساحات التي بها حقول للألغام، وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول أثرها عبر السنوات، وأكثر الناس تأثرًا هم البدو الرحل والرعاة والفلاحون المقيمون في القرى التي تقع على حدود الصحراء، والبادية وبالطبع ثرواتهم الحيوانية.

وخلال العقود الأخيرة بذلت جهود دولية وغير حكومية من قبل منظمات عالمية شتى لمواجهة الألغام الأرضية في العالم، بدأت منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وقد ساهمت "معاهدة أوتاوا لحظر الألغام" في إيقاف إنتاج واستخدام الألغام في معظم الدول، على الرغم من حجم الخسائر المرتفع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية